التوبة ( دليل التائبين )



التوبة أن يقف العبد المذنب المقصر, وكلّنا مذنبون وكلنّا مقصّرون، يقف العبد التائب أمام ربه مُنكسر القلب خاشع الجوارح, ولسان حاله ومقاله يقول يا رب: ليس لي ربّ سواك يقبل توبتي، من يغفر لي إن لم تغفر لي؟! من يرحمني إن لم ترحمني يا رب العالمين؟!.
إلهي لست للفردوس أهلاً *** ولا أقوى على نار الجحيم
فهب لي توبةً واغفر ذنوبي *** فإنك غافر الذنب العظيم
اخوانى لا تنسوا التوبة والاستغفار فانها بدايه كل خير ونهاية كل شر .
وكم من مُذنبٍ طالَ أرَقُه، واشتدَّ قلقُه، وعظُمَ كمَدُه، واكتوَى كبِدُه، يلفُّه قتارُ المعصية، وتعتصِرُه كآبةُ الخطيئة، يتلمَّسُ نسيمَ رجاء، ويبحثُ عن إشراقة أمل، ويتطلَّعُ إلى صُبحٍ قريب يُشرِقُ بنور التوبة والاستقامة والهداية والإنابة، ليذهب معها اليأسُ والقنوط، وتنجلِيَ بها سحائبُ التعاسة والخوف والهلَع، والتشرُّد والضياعُ.
وإن الشعور بوطأة الخطيئة، والإحساس بألم الجريرة، والتوجُّع للعثرة، والندم على سالف المعصية، والتأسُّف على التفريط، والاعتراف بالذنب، هو سبيل التصحيح والمُراجعة، وطريقُ العودة والأَوبة، وأما ركن التوبة الأعظم، وشرطُها المُقدَّم، فهو الإقلاعُ عن المعصية، والنُّزوع عن الخطيئة، ولا توبة إلا بفعل المأمور، واجتناب المحظور، والتخلُّص من المظالم، وإبراء الذمَّة من حقوق الآخرين.
فادلفوا إلى باب التوبة والإنابة، وتخلَّصوا من كل غَدرة، وأقلِعوا عن كل فَجرة،
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم: لو بلغَت ذنوبُك عنانَ السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك، يا ابن آدم: إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتَني لا تُشرِك بي شيئًا لأتيتُك بقُرابها مغفرة". أخرجه الترمذي.
وعند مسلمٍ: "من تقرَّب مني شِبرًا تقرَّبتُ منه ذِراعًا، ومن تقرَّبَ مني ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيتُه هرولة، ومن لقيَني بقُراب الأرض خطيئةً لا يُشرِك بي شيئًا لقيتُه بمثلها مغفرة".
التوبةُ خضوعٌ وانكسار، وتذلُّل واستغفار، واستقالةٌ واعتذار، وابتعادٌ عن دواعي المعصية، ونوازع الشر، ومجالس الفتنة، وسُبل الفساد، وأصحاب السوء، وقرناء الهوى، ومُثيرات الشر في النفوس.
التوبةُ صفحةٌ بيضاء، وصفاءٌ ونقاء، وخوفٌ وحياء، ودعاءٌ ونداء، وخشيةٌ وبكاء، وخجلٌ ووَجَل، ورجوعٌ ونُزوع، وإنابةٌ وتدارُك، بابُها مفتوح، وخيرُها ممنوح، ما لم تُغرغِر الروح؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تُبتم لتاب الله عليكم"
وقد يقول قائل لماذا اتوب ولماذا التوبة ؟ 
فالتوبة للعصاة  ، التوبة للمذنبين !
اقول له توب الى الله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فانة كان يستغفر فى اليوم اكثر من مائة مرة ، تتوب لتحيا حياة السعداء
تتوب يا عبد الله؛ لأن الله يحب التوابين ويحب الأوابين ويحب المستغفرين.
تتوب يا عبد الله حتى يفرح الرب، وتسعد الملائكة، وتغيظ الشيطان، وتُفرح الأخوان، وتُخزي الأعداء، وتُبّيض صحيفتك، وترفع درجتك، وتوسع قبرك، وتُعلي قدرك.
تتوب يا عبد الله لأن الله يقول: ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
يا رب إن ذنوبي قد كثرت.. وليس لي بعذاب النار من قِبَل.. ولا أطيق لها صبراً ولا جلَداً.. فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي.. ولا تذقني حراً لجهنم غداً.
يا الهى انا ضعيف فارحمنى ، اصلح سرى وعلنى 
اعوذ بك ربى من ذنوب الخلوات .
اعوذ بك ربى من النفاق 
ارزقنى الاخلاص فى القول والعمل 
ارزقنى التقوى ارفع بها قدرى وفرج بها كربى .
على كل منا ان يسعى في خلاص نفسه من جرائمها، وغوائلها، قبل حلول الأجل؛ فإن التوبة تجبّ ما قبلها، ولهذا حرص عدو الله إبليس على صد عباد الله عن التوبة وأمرهم بالتسويف، وقد أفلح ونجح إلا من الخلّص من عباد الله، فكونوا على حذر -رحمكم الله .
قال عمر بن الخطاب عن التوبة النصوح: "التوبة النصوح: أن يتوب الرجل من العمل السيئ ثم لا يعود إليه أبدًا"، وقال قتادة -رحمه الله-: "هي التوبة الصادقة الناصحة"، وقال الحسن البصري في معنى التوبة النصوح: "أن يكون العبد نادماً على ما مضى، مجمعاً على أن لا يعود فيه".





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رؤيا ربيعة بن نصر ملك اليمن وتفسير شق وسطيح لها

تفسير رؤية الاسد والذئاب والذئيب الابيض والاسود فى المنام

اشراط الساعة الصغرى