اشراط الساعة الصغرى
ومن فوائد العلم بأشراط الساعة تحذير الناس
وتذكيرهم؛ لئلا ينغمسوا في ملذات الدنيا، وينسوا ما يستقبلهم من أمر الساعة والحساب وهو أعظم وأشد، فلا بد أن يستعدوا له بما ينجيهم (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ)
والساعة ( يوم القيامة ) هذا الخطب العظيم قد أخبر نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه لا يكون حتى يأتي بين يديه آيات عظيمة وعلامات متنوعة تشير إلى دنو قيامها وقرب مجيئها، بل إن هذا الإنذار والإعلام قد جاء في كتاب الله -جل في علاه-، قال الله -عز وجل-: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)
وانالحكمة في تقديم الأشراط، ودلالة الناس عليها، تنبيه الناس من رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانقطعوا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها. والله أعلم.
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: متى الساعة؟ قال للسائل: "ماذا أَعْدَدتَ لَهَا"
إن الموت أول منازل الآخرة، فإذا مات الإنسان بدأ حسابه بسؤال القبر، ومن ثم نعيمه أو عذابه، وتحديد أجل الإنسان ومتى يفارق الدنيا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، إلا أنه حقيقة واقعة لا محالة،
هـذا القضاءُ على الخلائقِ بالفَنا *** فجميعُنا عمّا قليلٍ يرحـلُ
والحُكمُ للجبّـَار حـقٌّ مثبَـتٌ *** ولَه يكون رجُوعُنا والموئِل
قال بعض السلف: ما نمت يوماً قطّ فحدثت نفسي أني أستيقظ منه!.
وما أدْرِي وإن أمَّلْتُ عُمْرَاً *** لعلِّي حين أصبح لستُ أُمْسِي
ألم تر أنَّ كُلَّ صباحِ يومٍ *** وعمرُكَ فيه أقصرُ منه أمس؟!
إن الإيمان بكل ما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- واجب على كل مسلم، وهو من تحقيق الشهادة بأنه رسول الله، ولن يكتمل إيمان العبد إلا إذا كانت ثقته بما أخبر رسول الله كثقته بما يسمع ويشاهد.
ومن ذلك ما أخبر به من علامات وأمارات تسبق يوم القيامة، فالإيمان بها واجب وهو من صلب عقيدة المسلم، يقول الموفق أبو محمد المقدسي -رحمه الله-: "ويجب الإيمان بكل ما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصح به النقل عنه فيما شهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه، ومن ذلك أشراط الساعة".
وما أتَى فِي النصِّ مِن أشراطِ *** فكلُّها حقٌّ بلا شطـاطِ
فكلُّها صحَّتْ بها الأخبـارُ *** وسطَّرتْ آثارَهَا الأخيارُ
قال العلامة السفاريني: "ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ أَشْرَاطَ السَّاعَةِ وَأَمَارَاتِهَا تَنْقَسِمُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: قِسْمٌ ظَهَرَ وَانْقَضَى؛ وَهِيَ الْأَمَارَاتُ الْبَعِيدَةُ، وَقِسْمٌ ظَهَرَ وَلَمْ يَنْقَضِ؛ بَلْ لَا يَزَالُ فِي زِيَادَةٍ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْغَايَةَ ظَهَرَ، الْقِسْمُ الثَّالِثُ وَهِيَ الْأَمَارَاتُ الْقَرِيبَةُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي تَعْقُبُهَا السَّاعَةُ وَإِنَّهَا تَتَابَعُ كَنِظَامِ خَرَزَاتٍ انْقَطَعَ سِلْكُهَا".
وسنقف مع كل قسم من هذه الأقسام: فالأول منها علامات ظهرت وانقضت، وقد بدأت ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفاته، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ" وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى.
وقال -صلى الله عليه وسلم- : "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ"، وذكر منها: "موتَهُ". رواه البخاري.
ومنها "فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" رواه البخاري، وهذا الشرط قد حدث في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة ست وثلاثين من الهجرة.
ومنها: طاعون (عمواس)، وهي بلدة في فلسطين. ومنها:"ثُمَّ موتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ"، وهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فَيَسِيلُ مِنْ أُنُوفِهَا شَيْءٌ فَتَمُوتُ فَجْأَةً. قال ابن حجر: "إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ظَهَرَتْ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ فَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
ومنها: ظهور الفتن، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا" رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وأولها قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان، قَالَ حُذَيْفَةُ: "أَوَّلُ الْفِتَنِ قَتْلُ عُثْمَانَ"، ومنها: ظهور مدعي النبوة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ" رواه مسلم.
وقد ظهر بعد موته -صلى الله عليه وسلم- من ادعى النبوة، ولا يزال الدجالون الكذابون يظهرون.
ومنها: ظهور نار الحجاز، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى" رواه البخاري، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري، قال النووي في وصفها: "قَدْ خَرَجَتْ فِي زَمَانِنَا نَارٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَكَانَتْ نَارًا عَظِيمَةً جِدًّا مِنْ جَنْبِ الْمَدِينَةِ الشَّرْقِيِّ وَرَاءَ الْحَرَّةِ، تَوَاتَرَ الْعِلْمُ بِهَا عِنْدَ جَمِيعِ الشَّامِ وَسَائِرِ الْبُلْدَانِ وَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ".
ونقل ابن كثير أن غير واحد من الأعراب ممن كان بحاضرة بُصْرَى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز.
وغير ذلك مما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه من أمارات الساعة فظهر ومضى وانقضى.
وللقيامة أشراطٌ وقد ظَهَرَتْ *** بعضُ العلاماتِ، والباقي على الأثرِ
بعضُ الذي قاله خيْرُ الأنـام جرَى *** والبعضُ يأتي كما قد نُصَّ في الخبَر
وسـوف تظهَـر تصدِيقًا لـه فتنٌ *** كَقِطْعِ ليـلٍ خَلا مِـن غُرّة القمر
والقسم الثاني: الأمارات المتوسطة، وهي التي ظهرت ولم تنقض، بل تتزايد وتكثر، وهي كثيرة جداً.
منها: قوله -صلى الله عليه وسلم- :"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ" رواه أحمد والترمذي والضياء المقدسي من حديث حذيفة -رضي الله عنه-، واللكع: الأحمق، واللئيم، والمعنى: لا تقوم الساعة حتى يكون اللئام والحمقى ونحوهم رؤساء الناس.
وهو المقصود بإضاعة الأمانة، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ" رواه البخاري.
وهنالك نصوص جمعت الكثير من هذه العلامات كما في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس -رضي الله عنه- أنه قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ غَيْرِي.
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَكْثُرَ الجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِين امْرَأة القَيِّم الوَاحِد".
وقبض العلم ورفعه بقبض العلماء، قال النووي: "هَذَا الْحَدِيثُ يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَبْضِ الْعِلْمِ لَيْسَ هُوَ مَحْوهُ مِنْ صُدُورِ حُفَّاظِهِ، وَلَكِنْ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَمُوتُ حَمَلَتُهُ وَيَتَّخِذُ النَّاسُ جُهَّالًا يَحْكُمُونَ بِجَهَالَاتِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ".
وقال الذهبي -رحمه الله-: "وما أوتوا من العلم إلا قليلاً، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل، في أناس قليل، ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل، فحسبنا الله ونعم الوكيل!".
وهذا في زمان الذهبي رحمه الله؛ فما بالكم بزماننا هذا؟ ولا يزال يقبض العلم حتى لا يبقى من معاني الدين شيء، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ" رواه مسلم.
وفي حديث آخر:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَبْقَى فِيهَا عَجَاجَةٌ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا" رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
وكذلك من علامات الساعة التي ظهرت وتزداد خصوصاً في هذا الزمان: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ… ظُهُورَ شَهَادَةِ الزُّورِ وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ" رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: صحيح.
وكذلك من أشراط الساعة: استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ، فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ صَدَقَةً، وَيُدْعَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: لَا أَرَبَ لِي فِيهِ" متفق عليه.
وهذا تحقق كثير منه فيما مضى بسبب ما وقع من الفتوح، ثم فاض المال في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فكان الرجل يعرض المال للصدقة فلا يجد من يقبله. وسيفيض المال أيضاً في زمن المهدي وعيسى فلا يقبله أحد.
ومن هنا دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التصدق والإنفاق قبل فوات الأوان، فيقول: "تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا، يَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا" البخاري.
وكذلك من علامات الساعة التي ظهرت وتزداد ظهوراً: وقوع التناكر بين الناس، فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ السَّاعَةِ فَقَالَ: "عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِمَشَارِيطِهَا وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا"، وذكر منها: "وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا" رواه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وجاءت صورة من صور التناكر المذكور في الحديث بحديث آخر: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ" رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده حسن.
وكذلك من أشراط الساعة: كثرة القتل؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ"، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ الْقَتْلُ" رواه مسلم.
وفي حديث آخر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ، تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو" رواه مسلم.
وكذلك من أشراطها: تمني الموت من شدة البلاء، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَقُولَ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ!" رواه البخاري.
ومن أشراط الساعة: انتفاخ الأهلة، وهو أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين، فعن ابن مسعود-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ انتفاخُ الْأَهِلَّةِ، حَتَّى يُرَى الْهِلَالُ لِلَيْلَتِهِ، فَيُقَالُ: هُوَ لِلَيْلَتَيْنِ" رواه الطبراني وقال الألباني: صحيح.
ومن علامات الساعة: تقارب الزمان؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ" رواه البخاري.
ويظهر المقصود بتقارب الزمان في حديث آخر: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَة الْخُوصَة" رواه أحمد والترمذي.
ففي كل من هذه العلامات التي ذكرنا نجد اختلال الموازين وانقلاب الحقائق، والتفلت والانتكاس وانتشار الفواحش، وذلك إيذانٌ بأن الأرض لم تعد صالحة للبقاء.
ومن هنا تعقب هذه الأحداث والأمارات المتوسطة الأمارات الكبرى والعلامات العظام والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة، وهي القسم الثالث من أشراط الساعة.
وعنها سيكون حديثنا بمشيئة الله في الخطبة القادمة.
اللهم نسألك فعل الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ, وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ, وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً أَنْ تَقْبِضَنِا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه ثم توبوا إليه.
منقول من ملتقى الخطباء
منقول من ملتقى الخطباء
تعليقات
إرسال تعليق