علو الهمة
![]() |
علو الهمة يا شباب الامة |
إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقة سكون
...ويقول شوقى :
دقات قلب المرء قائلـة لـه
إن الحياة دقائق وثوانِ
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثانِ
يا ايها الشباب يا من ارهقتكم الحياة
لكل منا همة تسكن قلبه وبها يتيسر أمره ويسلك بها الصعاب فى دربه ويعبر بها الى حلمه .
ومن الناس من تعلُو أقدارُهم، وترتفعُ منازِلُهم بحسَب علُوِّ هِمَمهم، وشريف مقاصِدِهم فيسعون خلف احلامهم يتطلعون الى حياة افضل والى رفعة هذا الدين فبلغت همتهم الثريا ، متسلحين باردة قوية اسهرة أعينهم بالليل واتعبت اجسدهم بالنهار ، يسعون خلف احلامهم بهمة عالية وارادة مؤمن قوى لو اراد نقل الجبال لنقلها .
ومنهم من كانت همتة فى الثرى خامل الهمة خائر العزم نامت أعينهم ملى الجفون بالليل فرضوا لانفسهم الهون وكسلت اجسادهم عن القيام والسعى بالنهار .
وخامل الهمة كلما أراد أن يسمو إلى المعالي ختم الشيطان على قلبه: عليك ليل طويل فارقد، وكلما سعى في إقالة عثرته والارتقاء بهمته عالجته جيوش التسويف والبطالة، وإن نازعته نفسه إلى طلب المعالي والارتقاء بهمته، واقتحام الأهوال والتخلي عن البطالة والعجز والكسل، زجرها ونهاها.
يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى- واصفاً الهمة العالية: “علو الهمة ألا تقف -أي النفس- دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدته الآفات من كل مكان“
ويقول ابن القيم -رحمه الله- تعالى ايضا : مما أجمع عليه عقلاء كل أمة أن من أراد الراحة ترك الراحة، ومن أراد النعيم ترك النعيم، وأن بمكابدة الأهوال وتحمُّل المشاق بها تأتي معالي الأمور التي يعانقها الأبدان من الناس.
دببتَ لِلْمَجْدِ والسَّاعُون قد بلَغُوا *** جَهْدَ النفوسِ وألقَوْا دونه الأُزُراَ
فكابَروا المجدَ حتَّى ملَّ أكثرُهم *** وعانق المجدَ مَن أوفَى ومَنْ صَبَرا
لا تحسَبِ المجدَ تمراً أنتَ آكلُهُ *** لن تبلغ المجدَ حتى
تلْعَقَ الصَّـبِرا
مقالاتى عن علو الهمة على رقيم
تعليقات
إرسال تعليق