ثمار التقوى
الصفحة الرئيسية لرياض الجنة
عباد الله: ما أعظم شأن التقوى! وما أجلَّ مقامها! وهي وصية نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- لأمته في عموم وصاياه وخطبه صلى الله عليه وسلم، وهي وصية السلف فيما بينهم، فشأنها عظيم ومقامها رفيع، وعليها قيام دين الله -تبارك وتعالى-.
أيها المؤمنون: وحقيقة التقوى: العمل بطاعة الله -تبارك وتعالى- إيمانًا واحتسابا أمرًا ونهيا؛ فيعمل العبد ما أمره الله -تبارك وتعالى- به إيمانًا بالوعد وطمعًا في المثوبة، ويترك ما نهاه الله عنه إيمانًا بالوعيد وخوفًا من العقوبة.
ان للتقوى ثمار، وبشارات، وفضائل وهبات؛ منحة لمن اتقى ربه ومولاه، منحة لمن لازم التقوى في أعماله وأقواله وأفعاله، وتصرفاته كلها
أن التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من نور الله رجاء ثواب الله، والتقوى ترك معاصي الله على نور من الله خوف عقاب الله“
خلّ الذنوبَ صغيرها *** وكبيرها فهو التُّقى
واصنع كماشٍ فوق أر *** ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرةً *** إن الجبال من الحصى
وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: “تمام التقوى أن يتقي الله العبد، حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حرام يكون بينه وبين الحرام“
وهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يكتب إلى ابنه عبد الله: “أما بعد: فإنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده؛ فليكن التقوى عماد عملك، وجلاء قلبك“
وان المسلم التقى مفتاح لكل خير، مغلاق لكل شر، قائم بالنصيحة لإخوانه المسلمين بالرفق والحكمة، لكل من يخالطه من المسلمين، يبشر ولا ينفر، ييسر ولا يعسر، باذلا لكل ما في وسعه من المساعدة القولية والفعلية، بالقول والمعونة لإخوانه المسلمين.
ومن ثمار التقوى -عباد الله-: البصيرة والضياء والنور والعلم؛ كمال قال الله -جل وعلا-: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)
أي نورًا تميزون به بين الحق والضلال، والهدى والباطل.
ويقول جل وعلا: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)
ومن ثمارها -عباد الله-: تفريج الكروب، وتيسير الأمور؛ كما قال الله -عز وجل-: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)مقال فى فضل لا اله الا الله
تعليقات
إرسال تعليق