يا واعظ الناس

يا واعظ الناس 

يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ

يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ
احْفَظْ لِشَيْبِكَ مِنْ عَيْب يُدَنِّسُهُ

إنَّ البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ
كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَا

وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس
تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا

إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى

مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ مالٌ وَلاَ وَلَدٌ

وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ

أتأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ )

(الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُون 
يجب ان تكون صاحب حال قبل ان تكون صاحب مقال ، يجب ان تروض نفسك على الحق على التقوى على  الصلاح على حسن الخلق جاهد نفسك 

، ادعو الى الله بحالك وافعالك قبل مقالك .حين توصي غيرك بالحق وتدعوه إلى الخير وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر؛ ينبغي أن تكون قد سبقته إلى هذا كله .
إن من واجب من يدعو إلى الخير ويوصي بالحق أن يكون أشد التزامًا بهذا؛ لأنه سيُسأل عن ذلك يوم القيامة
لا تنه عن خلق وتأتي مثله 
عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإن انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل إن وعظت ويقتدىبالقول منك وينفع التعليم، إن قلوبهم لو أشربت حقاً بغض هذا المنكر الذي ينهون عنه؛ لأبغضته في قرارة نفسها ولحاربته علناً بافعالها, ولو أشربت حقاً حب هذا الخير الذي يأمرون به؛ لأقاموا منه واقعاً في حياتهم ولدعت إليه بافعالها ولكن لهم قلوب خالية من أي خير، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم

.أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يؤتى بالرجل يوم القيامة, فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه –أمعاؤه-, فيدور بها كما يدور الحمار برحاه, فيجتمع عليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما شأنك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى, كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه".
قال الله -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) ، 

وقال الحسن -رحمه الله- حين تلا هذه الآية: "هذا حبيب الله، يعني الذي دعا إلى الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب الخلق إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، وقال: إنني من المسلمين، فهذا خليفة الله
ما أسَرَّ عبدٌ سريرة إلا أظهرها الله على قَسَماتِ وجهه وفلتات لسانه؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشَرٌّ .فمن لمح نفور الصالحين عنه وتباعد المخلصين منه فليراجع أعمال سرِّه.فليراجع ذنوب الخلوات 
قال مُطَرِّف بن الشِّخّير: "إذا اسْتَوَتْ سريرة العبد وعلانيته؛ قال الله عزَّ وجلَّ: هذا عبدي حقًّاإن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، ولقد جسّد ذلك محمّد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»

شتراك فى موقع التواصل العربى رقيم تقراء وتربح وتكتب وتربح اضغط هنا