سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قومه قبل البعثة

الصفحة الرئيسية

مكتبة رياض الجنة

الفهرس

كتاب نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين

سيرته فى قومه قبل البعثة

كان عليه السلام أحسن قومه خلقا واصدقهم حديثا واعظمهم امانة وأبعدهم عن الفحش والاخلاق تدنس الرجال حتى كان أفضل قومه مروءة وأكرمهم مخالطة وخيرهم جوارا وأعظمهم حلما وأصدقهم حديثا فسموة الامين لما جمع الله فيه من الامور الصالحة الحميدة والفعال السديدة من الحلم والصبر والشكر والعدل والتواضع والعفه والجود والشجاعة والحياء حتى شهد له بذلك الد اعدائه النضر بن الحارث من بنى عبدالدار حيث يقول : قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم واصدقكم حديثا واعظمكم امانة حتى إذا رايتم فى صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم ساحر !!

لا والله ما هو بساحر ، قال ذلك فى معرض الاتفاق على ما يقولونه للعرب الذين يحضرون الموسم حتى يكونوا متفقين على قول مقبول يقولونه .

ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان قائلا : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال : لا ، 

فقال هرقل : ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله . ورد ذلك فى اول صحيح البخارى .

وقد حفظه الله فى صغره من كل اعمال الجاهلية التى جاء شرعه الشريف بضدها .

وبغضت اليه الاوثان بغضا شديدا حتى ما كان يحضر لها احتفالا او عيدا مما يقوم به عبادها ، وقال عليه السلام : [ لما نشأت بغضت إلى الاوثان وبغض إلى الشعر ولم أهم بشئ مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين كل ذلك يحول الله بينى وبين ما أريد من ذلك ثم ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمنى الله برسالته ، قلت ليلة لغلام كان يرعى معى لو ابصرت لى غنمى حتى أدخل مكة فأسمر كما يسمر الشباب فخرجت لذلك حتى جئت أول دار من مكة أسمع عزفا بالدفوف والمزامير لعرس بعضهم فجلست لذلك فضرب الله على أذنى فنمت فما أيقظنى إلا مس الشمي ولم أقض شيئا ثم عرانى مرة اخرى مثل ذلك 

وكان عليه السلام لا ياكل ما ذبح على النصب .

 وحرم شرب الخمر على نفسه مع شيوعه فى قومه شيوعا عظيما وذلك كله من الصفات التى يحلى بها الله أنبياءه ليكونوا على تمام الاستعداد لتلقى وحيه فهم معصومون من الادناس قبل النبوة وبعدها .

أما قبل النبوة فليتاهلوا للأمر العظيم الذى سيسند اليهم وأما بعدها فيكونوا قدوة لأممهم ، عليهم من الله أفضل الصلوات وأتم التسليمات .