فتن اخر الزمان - الزلازل - تقارب الزمان - كثرة الهرج ( القتل )


فتن اخر الزمان - الزلازل - تقارب الزمان
 كثرة الهرج / القتل


نحن في زمنٍ كثُرت فيه الفتن وتنوعت، وأصبح المسلم 
يسمع أو يشاهد هذه الفتن بكرةً وعشياً، نزل بالناس كثيرٌ من البلايا والمصائب والمحن، وكثيرٌ من النوازل وانتشرت الفتن، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدّر، فإن من حكمة الله أن هذه الفتن يتبين فيها صادق الإيمان من ضده، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
ويقول صلى الله عليه وسلم : "بادروا بالأعمال الصالحة فتناً كقطع الليل المظلم، يُصْبِحُ الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا"، فقوله: بادروا بالأعمال، أي: قبل أن يتعذر عليكم، أو تشغلكم هذه الفتن التي كقطع الليل المظلم، يلتبس فيها الحق بالباطل، يكون الرجل مسلماً في أول النهار، فتلك الفتن تؤثر على دينه ومعتقده، ويصبح كافراً، وبالعكس، قال بعض العلماء: يصبح محرِّماً لدم أخيه وماله وعرضه، ويمسي مستحلاً لدم أخيه وماله وعرضه.
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج

قبض العلم : 

 فقوله: يقبض العلم: قبضُ العلم بينه -صلى الله عليه وسلم- 
بقوله: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتَوا بغير علمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا"

كثرة الزلازل : 

وقوله: تكثر الزلازل، أي: التخويف من الله لعباده لمعاصيهم وسيئات أعمالهم،
ومصداقا لحديث ام المؤمنبن عائشة رضى الله عنها فقد روى ابنُ أَبي الدُّنيَا عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ هُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لها الرَّجُلُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، حَدِّثِينَا عَنِ الزَّلزَلَةِ، فَقَالَت: "إِذَا استَبَاحُوا الزِّنَا وَشَرِبُوا الخُمُورَ وَضَرَبُوا بِالمَعَازِفِ – غَارَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- في سَمَائِهِ فَقَالَ لِلأَرضِ: تَزَلزَلي بهم؛ فَإِنْ تَابُوا وَنَزَعُوا وَإِلاَّ هَدَمَهَا عَلَيهِم. قَالَ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، أَعَذَابًا لهم؟ قَالَت: بَلْ مَوعِظَةً وَرَحمَةً لِلمُؤمِنِينَ وَنَكَالاً وَعَذَابًا وَسَخَطًا عَلَى الكَافِرِينَ".


تقارب الزمان  

 واما عن تقارب الزمان إما بنقصه، أو بانتزاع البركة منه، ( وانا ارجح نزع البركة منه ) 
وهذا مما  أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عنه من أشراط الساعة وعلاماتها: تقارب الزمان، وسرعة مرور الأيام، وقلة البركة في الأوقات والأعمار، روى أبو هُرَيْرَةَ رضي لله عنه فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ
وقد فسر كثير من العلماء تقارب الزمان الذي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه من أشراط الساعة قد قالوا فى معناه: إنه تقارب ما بين المدن والأقاليم والدول، وسرعة الوصول إليها بما يسر الله تعالى للبشر من صنع السيارات والطائرات ونحوها، وقد كان الناس قبلها يَقْسمون أسفارهم على مراحل وأيام، ويمكثون في الأسفار البعيدة أشهرا وأعواما، وكانت القوافل تسير من الأندلس وإفريقية وأقاصي آسية إلى بيت الله الحرام للحج، فتمكث أشهرا، وربما أعواما قبل بلوغ مكة، ولا تبلغها إلا وقد مات كثير من أفرادها في الطريق من مشقته ومخاطره، حتى إن كثيرا ممن يبلغون مكة لا يعودون إلى ديارهم وأهليهم مرة أخرى؛ لما رأوا من الأهوال في رحلة وصولهم إليها، ومن كتبوا عن رحلاتهم إلى الحج ذكروا عجائب في ذلك.
أما الان فيسافر الحجاج إلى مكة من أقاصي الأرض فلا يمكثون في الجو إلا ساعات معدودة وإذا هم في البيت الحرام، فهذا من تقارب البلدان، وهو من معاني تقارب الزمان.
وكان الناس إذا غاب غائبهم في رحلة حج أو تجارة أو طلب علم لا يصلهم خبره إلا بعد أشهر أو سنوات بكتاب يبعثه إليهم، أو من رآه يخبر عنه، ولا وسائل للاتصال غير ذلك؛ حتى عقد الفقهاء أبوابا في الفقه للغائب وأحكامه إذا انقطعت عن أهله أخباره.

كثرة الهرج ( القتل ) :

 اما كثرة  الهرج، والهرج هو القتل، نسأل الله السلامة والعافية 
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل القتل".
وفسرها النبي -صلى الله عليه وسلم الهرج -  بمعنى "القتل"، فهذه الكلمة تدل على الاختلاط، وعلى الكثرة، وعلى القتل، أي: إن القتل الذي يحصل في هذه الفتنة قتل كثير، وقتل فيه اختلاط وعدم تمييز
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل القتل".


بلاء وفتن اخر الزمان : 

حدثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا ، وقَالَ زُهَيْرٌ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ ، فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّلَاةَ جَامِعَةً ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا ، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : هَذِهِ مُهْلِكَتِي ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : هَذِهِ هَذِهِ ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ 

كتب : احمد الجازوى 


فى المقال القادم سنضع الحلول للنجاة من الفتن .
نسال الله العفو والعافية لنا ولكم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رؤيا ربيعة بن نصر ملك اليمن وتفسير شق وسطيح لها

تفسير رؤية الاسد والذئاب والذئيب الابيض والاسود فى المنام

اشراط الساعة الصغرى