ذئب سيدنا يوسف
انا ذئب يوسف ، ولكنني لست ذئبا شريرا كما قال إخوة يوسف ، وانا هنا لأحكي لكم قصتي مع يوسف و إخوته.
كان نبي الله يوسف عليه السلام طفلا صغيرا أحبه والدة يعقوب عليه السلام حبا شديدا ، وكان إخوته يغارون منه ، ويقولون : يجب أن يحبنا والدنا ولا يحب يوسف أكثر منا .
وذات يوم رأى يوسف رؤيا بأن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له ، فأسرع يوسف وأخبر والده عن الحلم ، فعرف والد ان يوسف سيكون له مكانه عظيمة ، فطلب منه الا يخبر إخوته عنةالرؤيا حتي لا يحسدونه .
ولكن غيرة إخوته زادت يوما بعد يوم ، ولم يكونوا يعطفون على يوسف و يرعونه .
أما انا فكنت اعيش قريبا من المكان الذى تعيش فيه عائله يوسف ، وكنت معتادا على الصيد في تلك المنطقه ، فخرجت ذات يوم للصيد و وجدت إخوة يوسف يرعون قطيع الأغنام ، فاقتربت من القطيع لأصطاد خروفا اتناوله على العشاء ، ولكنني عندما اقتربت سمعتهم ينحدثون .
قال واحد منهم : ان أبانا يحب يوسف واخوة اكثر منا .
قال آخر : يجب ان نقتل يوسف او نرميه في مكان بعيد .
وقال ثالث : لا تقتلوا يوسف ، وألقوة في البئر ، حتي يأخذه بعض المسافريين إذا ما مروا على البئر .
فسأل واحد منهم : وماذا نقول لوالدنا عندما نعود للمنزل ؟
رد آخر : نقول له ان الذئب أكله ونحن غافلون .
وبعد ان اتفقول على ذلك ، أسرعوا إلى والدهم وطلبوا منه ان يأخذوا يوسف معهم ليلعب .
ولكن والدهم خاف على يوسف وقال لهم : أخاف أن تأخذوه معكم تنشغلوا عنه ، فيأكله الذئب .
ألح إخوه يوسف على والدهم كثيرا ، حتى وافق في النهايه وأرسله معهم .
فلما أخذ الإخوه يوسف ألقوه داخل البئر ، وأخذوا قميصه ، و وضعوا عليه دما مزيفا ، واتهموني ظلما أنني قد أكلته .
فلما عادوا إلى والدهم دخلوا عليه وهم يبكون ، وقالوا له : لقد ذهبنا نتسابق وتركنا يوسف عند حقائبنا ، فأكله الذئب ونحن مشغولون عنه ، وهذا هو قميصه عليه الدماء .
ولكن والدهم لم يصدقهم ، وحزن حزنا شديدا على يوسف ، فقد علم انهم يخبؤون شيئا .
اما يوسف فقد جلس خائفا داخل البئر حتى مر جماعه من التجار ، فذهب رجل منهم ايملأ دلوه بالماء فوجد يوسف داخل البئر ، فأخذه وكان سعيدا جدا به ، واصطحبه معه الى مصر .
وهناك باعه الرجل الى عزيز مصر الذي احبه كذلك وأخذه الى زوجته التي فرحت كثيرا به .
احب عزيز مصر يوسف وعلمه ورعاه ، وعاش يوسف معه و زوجته حتى كبر .
ولكن الله ابتلى يوسف فدخل السجن لعده سنوات ، وظل يوسف صابرا يدعوا الله ، حتي رزقه الله وأخرجه من السجن ، وجعله مسئولا عن خزائن الأرض ، وبرأى يوسف وحكمته خرجت مصر من سنوات الجفاف و الفقر إلى الرخاء والخير الكثير ، وتحقق حلم يوسف وأصبح ذا مكانه عظيمه . فكان الناس يأتون من البلاد المجاوره الى مصر ليقابلوا يوسف ويطلبون منه ان يعطيهم من الطعام وخيرات مصر .
وذات يوم جاء إخوه يوسف الى مصر طلبا للطعام ، وعرفهم يوسف على الفور ، فسامحهم على ما فعلوه معه ، واعترفوا بذنبهم ، وطلب منهم يوسف أن يحضروا والده الي مصر ، واجتمع شمل العائله من جديد .
وكانت هذه قصتي مع إخوه يوسف ، التي اصبحت عبرة وموعظه للناس من بعدهم .
تعليقات
إرسال تعليق