ما أكرم الله به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة
الصفحة الرئيسية
مكتبة رياض الجنة
الفهرس
كتاب نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين
ما أكرمه الله به قبل النبوة
أول منحة من الله ما حصل من البركات على آل حليمة الذين كان مسترضعا فيهم فقد كانوا قبل حلوله بناديهم مجدبين فلما صار بينهم صارت غنيماتهم تؤوب من مرعاها وإن أضراعها لتسيل لبنا .
ويرحم الله البوصيرى حيث يقول فى همزيته :
وإذا سخر الاله أناسا لسعيد فانهم سعداء
ثم اعقب ذلك ما حصل من صدره واخراج حظ الشيطان منه وليس هذا بالعجيب على قدرة الله تعالى ، فمن استبعد ذلك كان قليل النظر لا يعرف من قدرة الله شيئا لان خرق العادات للانبياء ليس بالامر المستحدث ولا المستغرب .
ومن المكرمات الالهية تسخير الغمامة له فى سفره إلى الشام حتى كانت تظله فى اليوم الصائف لا يشترك معه احد فى القافله كما روى ذلك ميسرة غلام خديجة الذى كان مشاركا له فى سفره ، وهذا ما حببه إلى خديجة حتى خطبتة لنفسها وتيقنت أن له فى المستقبل شأنا ولذلك لما جاءته النبوة كانت أسرع الناس إيمانا به ولم تنتظر آيه أخرى زيادة على ما علمته من مكارم الاخلاق وما سمعته من خوارق العادات ، ومن منن الله عليه ما كان يسمعه من السلام عليه من الاحجار والاشجار ، فكان إذا خرج لحاجتة ابعد حتى لا يرى ببناء ويفضى إلى الشعاب وبطون الاودية فلا يمر بحجر ولا شجر إلا سمع : الصلاة والسلام عليك يا رسول الله وكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا وقد حدث بذلك عن نفسه وليس فى ذلك كبير إشكال فقد سخر الله الجمادات للانبياء قبله : فعصا موسى التقمت ما صنع سحرة فرعون بعد ان تحولت حية تسعى ثم رجعت كما كانت ولما ضرب بها الحجر نبع منه الماء اثنتى عشرة عينا ، لكل سبط من اسباط بنى إسرائيل عين .
وكذلك غيرة من الانبياء سخر لهم ما شاء الله من أنواع الجمادات لتدل العقلاء على عظيم قدرهم وخطارة شأنهم .
تعليقات
إرسال تعليق