كتاب نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين - الخطبة

فهرس كتاب نور اليقين فى سيرة خير المرسلين
الصفحة الرئيسية لرياض الجنة
العودة الى فهرس كتاب نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين
الصفحة الرئيسية لرياض الجنة
العودة الى فهرس كتاب نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين
نحمدك يا من أوضحت لنا سبل الهدايه، وازحت عن بصائرنا غشاوة الغوايه،ونصلى ونسلم على من ارسلته شاهداً ومبشراً ونذيراً،وداعياً إلى اللّه باذنه وسراجاً منيراً.وعلى الاصحاب الذين هجروا الأوطان يبتغون من اللّه الفضل والرضوان ، والانصار الذين آووا ونصروا وبذلوا لإعزاز الدين ما جمعوا وما ادخروا.
(أما بعد) فيقول محمد الخضرى بن المرحوم الشيخ عفيفى الباجورى:كنت أجد من نفسي منذ النشأة الأولى ارتياحاً لقراءة تواريخ السالفين وقصص الغابرين وأجدها لعقل الانسان أحسن مهذب وأنصح معلم ، وكنت أرى فى تاريخ نبينا عليه الصلاة والسلام وما لقيَه من أذى قومه حينما دعاهم إلى الحق وعظيم صبره حتى هجر اوطانه وبلاده أعظم مرب لأفكار المسلمين ، فانه يدلهم على ما يجب اتباعه وما يلزم اجتنابه ليسودوا كما ساد سابقوهم ، وخصوصاً ما يتعلق بالحكام من اجتذاب النفوس النافرة والتأليف بين القلوب المختلفه ، وما يتعلق بقواد الجيش من تأليف الرجال وإحكام المعدات حتى يتم لهم النصر على اعدائهم ، وما يتعلق بالعامة من اتحاد قلوبهم وصيرورتهم يداً على من سواهم . فكنت أجد من قراءتها ارتياحاً عظيماً وكانت نفسي كثيراً ما تأسف على ترك المسلمين لها ! فقلما أجد من يشتغل بها ولكنى كنت أقدم لهم العذر بتطويل الكتب المؤلفه فى هذا الموضوع. فلما قدمت مدينة المنصورة جمعتنى النوادى مع محمود بك سالم القاضى بمحكمة المنصورة المختلطة فوجدت منه علماً بدينه تقف دونه فحول الرجال وتتأخر عن مسابقته فيه الأبطال ، فقلما توضع مسأله دينية إلا وجدته مبرزاً فيها مفصحاً عن الجواب عنها ، أما علمه بسيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فعنده منها الخبر اليقين . وكنت كثيراً ما أسمعه يتشوف لعمل سيرة خالية من الحشو والتعقيد تنتفع بها عامة المسلمين فقلت : ياللّه ! لقد وافق هذا السيد الكريم ما فى نفسي ولكنى كنت أرى فى عزيمتى قصوراً عن تنفيذ رغبته وتتميم أمنيته فإن المقام عظيم وصعوباته أعظم ، ولكن لم أر من الأمر بداً تلقاء ما كنت أسمعه من كبار رجال المنصورة فإنهم أكثروا من الأماني لعمل هذا الكتاب العميم النفع الجزيل الفائدة . فقمت معتمداً على اللّه راجياً منه ان أن يوفقنى لما فيه رضاه ، وواصلت السير بالسرى حتى بلغت المنى فجاء بحمد اللّه سهل المنال عذب المورد تنتفع به العامه وترجع إليه الخاصة . وقد كان موردى فى تأليفه القرآن الشريف وصحيحي السنة مما رواه الإمامان البخاري ومسلم ولم أخرج عنهما إلا فيما لا بد من تفهيم العبارات فكان يساعدنى الشفاء للقاضي عياض والسيرة الحلبية والمواهب اللدنية للقسطلانى واحياء علوم الدين للغزالى .
هذا وأسأل اللّه من فيض فضله أن يوفق أئمتنا وامراءنا للاقتداء بسيدنا ومولانا رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم وإحياء معالم دينه حتى يؤيدوا بروح من عند اللّه. وقد آن أن نشرع فيما قصدناه مستعينين بحول اللّه فنقول:
تعليقات
إرسال تعليق