الوجيز فى فقه السنة والكتاب العزيز (كتاب الطهارة )- كيفية تطهير النجاسة
كيفية تطهير النجاسة :
اعلم أن الشارع الذى عرفنا كون هذه العين نجسة عرفنا ايضا كيفية تطهيرها ، والواجب اتباع قوله وامتثال أمره ، فما ورد فيه الغسل حتى لا يبقى منه لون ، ولا ريح ، ولا طعم كان ذلك هو تطهيره ، وما ورد فيه الصب أو الرش أو الحت أو المسح على الارض أو مجرد المشى فى ارض طاهرة كان ذلك هو تطهيره ، واعلم ان الماء هو الاصل فى تطهير النجاسات ، لوصف الشارع له بقوله :
《 خلق الله الماء طهورا 》 .
فلا يعدل الى غيره إلا إذا ثبت ذلك عن الشارع وإلا فلا ، لانه عدول عن المعلوم كونه طهورا إلى ما لم يعلم كونه طهورا ، وذلك خروج عما تقتضيه المسالك الشرعية .
إذاعلمت هذا فاليك ما جاء به الشرع فى صفة تطهير الاعيان النجسة أو المتنجسة :
1- تطهير جلد الميتة بالدباغ :
عن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله قال : 《 أيما إهاب دبغ فقد طهر 》
2- تطهير الاناء اذا ولغ فيه الكلب :
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : 《 طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب 》 .
3-تطهير الثوب إذا اصابه دم الحيض :
عن اسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه قالت : جاءت امراة الى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : احدانا يصيب ثوبها من دم الحيضة ، كيف تصنع ؟ فقال :
《 تحته ، ثم تقرصه بالماء ، ثم تنضحة ، ثم تصلى فيه 》 .
وإن بقى بعد ذلك أثرة فلا بأس : عن أبى هريرة رضى الله عنه : أن خولة بنت يسار قالت : يا رسول الله ، ليس لى إلا ثوب واحد ، وانا احيض فيه ، فكيف اصنع ؟
قال : 《 إذا طهرت فاغسلى موضع الدم ثم صلى فيه 》 . قالت : يا رسول الله ! إن لم يخرج اثره ؟ قال : 《 يكفيك الماء ولا يضرك أثره 》 .
4- تطهير ذيل ثوب المراة :
عن ام ولد لابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف انها سالت أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : إنى امراة اطيل ذيلى وأمشى فى المكان القذر ؟ فقالت أم سلمة : قال النبى صلى الله عليه وسلم 《 يطهره ما بعده 》
5- تطهير الثوب من بول الصبى الرضيع :
عن أبى السمح خادم النبى صلى الله عليه وسلم قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم 《 يغسل من بول الجارية ، ويرش من بول الغلام 》 .
6- تطهير الثوب من المذى :
عن سهل بن حنيف قال : كنت ألقى من المذى شدة وعناء ، وكنت اكثر منه الاغتسال ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم 《 انما يحزيك من ذلك الوضوء 》 فقلت : يا رسول الله ، كيف بما يصيب ثوبى منه ؟ قال : 《 يكفيك ان تاخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك ، حيث ترى أنه أصاب منه 》 .
7- تطهير اسفل النعل :
عن أبى سعيد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : 《 إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر ، فإن رأى فى نعليه قذرا ، أو أذى ، فليمسحه وليصل فيهما 》 .
8- تطهير الارض :
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قام اعرابى فبال فى المسجد ، فتناوله الناس ، فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم 《 دعوه ، وهريقوا على بوله سجلا من ماء - او ذنوبا من ماء - فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين 》 .
وإنما امر النبى بذلك استعجالا لطهارة الارض ، فلو تركت حتى جفت وذهب أثر النجاسة طهرت لحديث ابن عمر رضى الله عنه قال : 《 كانت الكلاب تبول فى المسجد وتقبل وتدبر زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكونوا يرشون شيئا 》 .
ومن المعلوم لو كانت النجاسة باقية لوجب صب الماء عليها .
《 وإذا احرقت العذرة أو الميتة ، أو تغيرت فصارت رمادا أو ترابا فكل ذلك طاهر ؛ برهان ذلك أن الاحكام إنما هى على ما حكم الله تعالى بها فيه مما يقع عليه ذلك الاسم الذى خاطبنا الله عز وجل ،
فاذا سقط ذلك الاسم سقط ذلك الحكم ، وأنه غير الذى حكم الله تعالى فيه ، والعذرة غير التراب ، والميته غير التراب 》.
وهو أختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقال : 《 وهذا مذهب ابى حنيفة ومالك فى أحد القولين ، واحدى الروايتين عن أحمد 》 .
تعليقات
إرسال تعليق